أكتب عن حياتي، أفكاري و مشاعري بصراحة في الدفتر الذي لايقرأه إلا أنا و حينما أردت نقل ذلك إلى مدوّنتي... تراجعت!
ظننت إنّي أكثر إنفتاحا" مع العالم الخارجي لكنّ هذا التراجع أعلمني عن حقيقتي: لا أحب الإفصاح عنّي ومشاركة الغرباء جانب من حياتي.
كنت طفلة أشارك كل شيء لابأس من مشاركته، أجزم إن كلمة: لاتعلّمين و اللوم الدائم بعد إخباري الناس عن توافه أربكني فألبسني شخصية لا تنتمي لي.
الحقيقة، ليس هذا فقط ما أتذكّره عن الطفلة: نوف. كنت جريئة جدا" بقلب قوي ثم كبرت وسط مجتمع محافظ حافظ علي بأن حجبني عنّي!
حرمني من الخارج و الحياة الحقيقية حتى تضخّمت المخاوف و ظهر لي الخوف في مواقف لم يكن سيظهر لو عشت وسط مجتمع سوي داعم للأنثى و يراها إنسان و ليست مجرّد رحم و جهاز تناسلي!
يبدو أن ماكتبت يصوّرني كشخص يعيش دور الضحيّة و مستسلم تماما"
أبدا"، قد كسرت أبواب و رصفت دروب وحدي فأنتفعت منها من تصغرني
لكنّي أسردها كحقائق و جزء من تاريخي و تاريخ أنثى سعودية مولودة لأسرة غير ثريّة و لاتملك إمتيازات إجتماعية كانت و طبقتها ضحايا صراعات كبقية الطبقات المتوسّطة و مادون.