أثناء سفرة الطريق: الشرقية-الجنوب-الشرقية في عام ١٤٤٦ هجري/٢٠٢٤ ميلادي
وقبل خروجي من محافظة و.د ، مررت بمطعم لتجربة طبق سعودي لذيذ.
كُنت على عجل بسبب العشر ساعات التي أمامي لأصل لوجهتي النهائية: المنطقة الشرقية من السعودية.
وقفت في طابور بطئ بسبب إن المطعم لم يمضي على إفتتاحه أربع وعشرون ساعة
كل من هو واقف في الطابور من الذكور السعوديون لم يتأخر أحدا" منهم لتقديمي حيث إنني أنثى و ضيفة وعابرة سبيل في مدينتهم على مايبدو من ملامحي و هيئتي.
حزّ في نفسي ذهاب شيء من الشهامة و الشيمة لا أعلم لو ذلك بسبب المعارك بين الحسابات الكثير منها وهمية التي تخلق عداء بين الجنسين السعوديين و بعض من مقاطع التحريض التي يفعلها عدد ليس قليل ممن سبقوا أسمائهم بألقاب تخص الإصلاح المجتمعي حيث محتوى حديثهم عن إن الأنثى التي بدأت تحصل على مايحصل عليه الذكر ليس مُستحقا" لها إنما سلبت من الذكور حقوقهم! مثل الوظيفة و الحصول على حقها في الإنفصال و حضانة الأبناء و الدراسة في تخصصات و جامعات كانت محرومة منها إلى وقت قريب
أم إني بالغت في قراءة الموقف و تحليله و إنهم مجموعة شبّان مشغولون بأجهزتهم الإلكترونية و لم ينتبهوا للإختلاف
علماً إني خلال مبيتي و مروري بمطاعم و مقاهي المحافظة نادرا" ماأرى الإناث في الخارج ذكّرني بمحافظات السعودية إلى عام ٢٠١٠ -٢٠١٥
وقت وجود ماتسمّى الشرطة الدينية ( هيئة التجسس و التلصص و التحريض)التي تطاردنا نحن الإناث وتبعدنا عن الحدائق العامة و إن خرجنا للمقاهي حبستنا في كبائن و إن جلسنا في الجلسات الخارجية البائسة ...تقوم الهيئة بإنذار المقهى و إن كان هُناك زجاج شفّاف نرى من خلاله السماء يتم تغبيشة
(هذه التدخّلات لم تكن في المحافظات الصغيرة حتى الرياض و مجمعاتها الكبيرة و الشرقية )
؟كان غيابنا وقتها بفعل فاعل لكن في و.د لا أعلم لماذا لم أراهن حاضرات في المطاعم و المقاهي .