لم يكُن بلدا" في قائمة السفر. تلك الجهة الآسيوية لم أنوي زيارتها قريبا" لأسباب شخصية.
في الربع الثاني من سنة 2023, قررت إنّ سفرتي القادمة لأسباب روحية فلسفية. ماهي البلاد الموجودة الان على الخارطة التي يعيش سكّانها وفقا" لتعاليم ديانتهم؟! أي البلاد التي أرى التذكارات المعروضة للسيّاح مازالت أدوات تُستعمل في طقوس دينية و ليست مجرّد مُنتجات؟
...(لم أفكّر في أفريقيا ،دياناتها الأصلّية (على حد علمي
.بدائية لاترتقي للعقل البشري
توجّهت لأسيا..كان القصد وجهة لكن الله منعني عنها بطريقة غريبة جدّا" (على الرغم من إستخراج التأشيرة و إقترابي منها مدّة ساعة!
قنعت ببلد آخر و بدأت في تنفيذ مجموعة من النشاطات لكن بقي لي شيء أردته بشدّة
..(!حاولت ولم آصل إما لجهل من سألتهم أو لإن المكان الذي به المعرفة تحوي برامجه على طقوس تعبّدية فلم أشعر بالإرتياح ( أتحرّز من الشركيات و إن كان شكلها: كيوت
قضيت النهار في جولة مشي عشوائية إنتهت بي في مقهى. فضّلت التوقّف قليلا" لتهدئة عقلي و إراحة جسدي.
خزّنت صور ذهنية للمارّة العابرون أمامي منسجمة في شرب قهوتي و تناول فطيرة التفّاح اللذيذة.
طرق أذني حديث بين شخصين أحدهما سائح و الآخر رجل محلّي خمّنت إنّه مرشد سياحي. لغته الإنجليزية ممتازة و قد تحدّث بحديث تبيّن لي إنّه واسع الثقافة في ديانته و الديانات الأخرى.
بعد ما غادر السائح الأمريكي، أحببت التأكد من مهنته لأتعاقد معه في جولة الغد.
لم يكُن مرشد سياحي إنّما أستاذ فلسفة و له مشاركات عالمية و الأمريكي تلميذه.
دعاني الأستاذ الجامعي لمركزه الملاصق للمقهى إذ يقيم محاضرة و كورس فكري. إقترح علي قنوات يوتيوب ومجموعة كتب
كان الحديث مشبعا" إلى حد ما لفضولي.
هكذا يكون السفر، لانعود بمشتريات جديدة فقط بل نهتدي لنوافذ فكرية جديدة، نطلّع من خلالها على دروب إضافية نحو أنفُسنا و أرواحنا.
